خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

عندما تدول.. الدول!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة قبل الخوض في هذا الموضوع رأيت اصطحاب القارئ بزيارة خاطفة لبعض المعاجم للتعرف على جذر كلمة الدولة (دال يدول) لأجدها تعني أنه انقلب من حال الى حال، اما دالت له فتعني صارت اليه، والدولة تطلق إجمالاً على البلاد فيقال دولة لبنان والدول العربية، او على الهيئة الحاكمة فيها او يلقب بها رئيس الوزراء! لكن عندما اشتركت دول العالم بعد الحرب العالمية الثانية في منظمة الـ United Nations فلا أدري من ترجمها الى «الامم» المتحدة وكان الأصح في نظري ان تسمى الدول المتحدة كما في مجلس الأمن «الدولي» وليس «الأممي» لان هناك فرقاً بين الدولة والأمة.. ربما لهذا التخبُّط لم اعثر بتاتاً على كلمة الدولة في أقدم معجم لديّ هو «لسان العرب"!

أما كيف تدول الدول أو تزول فقد جاءت اجتهادات المؤرخين كثيرة بعضها مقنعة وأخرى سطحية، وفي رأيي ان الذين اعتمدوا الأسباب الاقتصادية وراء السياسية كانوا الاكثر اقتراباً من التفسير الصحيح، كما كان تحليل شهود العيان منهم الذين عاصروا منذ القرن الماضي «دولاً دالت وانقلبت من حال الى حال» مثل الامبراطورية العثمانية فسيطرت بعدها على بلادنا بريطانيا وفرنسا اللتان أزاحتهما اخيراً الإمبراطورية الأميركية كما فعلت وبطرق مختلفة في معظم اصقاع الارض، وقد تطرَّق بعض هؤلاء الشهود من المؤرخين لخفايا لم تخطر على بال لان الوثائق كانت متوفرةً والمعلومات طازجة، وأحياناً حية، ومن هؤلاء لا أنسى قط يوجين روغان أستاذ التاريخ في جامعة أوكسفورد وكتابه القيم «العرب.. تاريخ» الذي تحدثتُ عنه في مقالات سابقة.

يخطر لي اليوم وقد عايشتُ طويلاً وشهدتُ على الارض أحياناً تطور الأحداث في منطقتنا والعالم ان اخرج عن التاريخ السائد وألتقط من الذاكرة مثلاً بعض محاولات تسلل النفوذ الأميركي للشرق الأوسط لـ"ملء الفراغ» بعد بريطانيا وفرنسا رغم العلاقات الوطيدة التي كانت تجمع بينها كحلفاء ضد ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية وكأعضاء مؤسسين لحلف شمال الأطلسي ولا يسمى ذلك خيانة.. للود على الاقل! ففي مصر حين دارت المفاوضات أواخر الأربعينات بهدف إلغاء معاهدة ١٩٣٦ وجلاء القوات البريطانية نشطت المخابرات الاميركية لدعم الموقف المصري ظاهرياً ثم اختراق الصحافة الوطنية التي كانت الاقوى في المنطقة، بزرع عملائها لتزييف الوعي الجماهيري وكان ابرزَهم الاخَوان التوأمان مصطفى امين وعلي امين حيث أنشأتْ لهما داراً حديثة للطباعة والنشر باسم «اخبار اليوم» التي اصدرت صحيفة يومية كبرى (الأخبار) فأصبحت بين يوم وليلة الأوسع انتشاراً، وحين قامت ثورة ٢٣يوليو ١٩٥٢ تظاهرا بتأييدها الى ان قبض عليهما بتهمة التجسس لحساب دولة اجنبية هي اميركا بالطبع!

وبعد.. فعلى نفس القاعدة يمكن للباحثين من دول المنطقة ان يُمعنوا النظر جيداً ليدرسوا كيف تغلغل النفوذ الأميركي في بلادنا وهو يرث الاستعمارين البريطاني والفرنسي سراً وعلناً، ويمكن للأكثرَ جرأةً منهم كشف اسرار هذا التغلغل حتى لو اضطروا لفضح سِيَر «الأبطال» من المتعاونين المحليين!

وما زال الحديث مفتوحاً.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF